صدر الدين القونوي الرومي الذي ذكره شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية في كتبه مراراً، كان تلميذ ابن عربي، قال المناوي: حكى عن نفسه أنَّه قال: اجتهد شيخي العارف ابن عربي أن يشرِّفني ويوصلني إلى المرتبة التي يتجلى فيها الحق تعالى للطالب بالتجليات البرقيِّة في حياته فما أمكنه -يعني: في حياة ابن عربي- فزرتُ قبره بعد موته، ثم رجعتُ، فبينا أنا أمشي في الفضاء عند طرسوس في يوم صائف، والزهور يحركها نسيم الصبا فنظرت إليها، وتفكرت في قدرة الله تعالى وكبريائه وجلاله، فشرفني حبُّ الرحمن حتى كدت أغيب عن الأكوان، فتمثَّل لي روح الشيخ ابن عربي في أحسن صورة كأنَّه نورٌ صَرف، فقال: يا محتار! انظر إليَّ، وإذا الحقُّ جلَّ وعلا تجلَّى لي بالتجلِّي البرقي مِن الشرف الذاتي فغبتُ عنِّي به فيه على قدر لمح البصر، ثمَّ أفقتُ حالاً وإذا بالشيخ الأكبر بين يدي فسلم سلام المواصلة بعد الفرقة وعانقني معانقة شديدة، وقال: الحمد لله الذي رفع الحجاب وواصل الأحباب.